وآيات القرآن الكريم، وأكدته أيضًا أحاديث سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم- في سورة الأعراف: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ} (الأعراف: 157) النور الذي أنزل معه: هو القرآن الكريم، سماه الله -تبارك وتعالى- نورًا في أكثر من آية، لكن الآية طلبت اتِّباع القرآن الكريم يعني: العمل به، و {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} في سورة الإسراء {وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (الإسراء: 9)، والله -عز وجل- يبين أن القرآن الكريم أنزل هدى ورحمة للمؤمنين، ولن يعرض عنه إلا الأشقياء والعياذ بالله: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} (الإسراء: 82).
والنبي -صلى الله عليه وسلم- في أكثر من حديث في الأحاديث المتفق عليها في الصحيحين بيَّن أن القرآن الكريم جاء ليُعمل به، في كتاب فضائل القرآن عند البخاري ومسلم وغيرهما: ((مثل المؤمن والذي يقرأ القرآن ويعمل به كمثل الأترُجّة ريحها طيب وطعمها طيب)) أُريد أن أضع خطوطًا وخيوطًا تحت قوله -عليه الصلاة والسلام- و ((يعمل به)).
القرآن الكريم أيضًا لن يكون حجةً إلا لمن عملوا به، في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم: ((يُؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله، الذين كانوا يعملون به في الدنيا تَقدُمه سورة البقرة وآل عمران تُحاجان عن صاحبهما)) تُدافعان عن صاحبهما.
ومن البديهي أن نقول: إن دفاع القرآن عن أصحابه لن يكون إلا للذين حفظوه وقرءوه وعلّموه وتعلموه، وقبل ذلك وبعده عملوا به.