بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثالث
(علاقة السنة المطهّرة بالقرآن الكريم)
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:
إنَّ المستشرقين أثاروا شبهًا كثيرة حول علاقة السنة بالقرآن الكريم، وأنه يمكن الاكتفاء بالقرآن الكريم، وأثاروا شُبَهًا حول حجة السنة وأنه لا يجب العمل بها، وحاولوا أن يجمعوا بعض الأدلة من القرآن الكريم ومن السنة المطهرة على أفكارهم الخاطئة؛ ليُثبتوا أنهم -كما زعموا- يتبعون المنهج العلمي في الاستدلال، وأن أدلتهم جاءت من عندنا نحن من قرآن ربنا، ومن سنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- الذي نحن نعتبرهما أنهما المصدران الرئيسان للإسلام نستمدُّ منهما قواعد الإسلام وتشريعاته.
علاقة السنة المطهرة بالقرآن الكريم:
ما مفهوم هذا الموضوع؟
مفهومه بيان حدود العلاقة بين القرآن الكريم والسنة المطهرة: هل يمكن أن نستغني بالقرآن الكريم عن السنة؟ هم يقولون ذلك، فمن خلال هذا الموضوع سيظهر مدى احتياج القرآن الكريم إلى السنة المطهرة في بيانه وتوضيحه، وتفصيل أحكامه للناس. أيضًا سيظهر من خلال هذا الموضوع المهم مدى زيف دعواهم في الاكتفاء بالقرآن الكريم، وأنَّ من قال ذلك إنما أراد ضياع الإسلام كله، كما سنثبت أيضًا بالأدلة ذلك.
إذن، الموضوع مهم جدًّا، يردُّ على فرية الاكتفاء بالقرآن الكريم، يردُّ على زعمهم أنه يمكن فهم الإسلام من خلال القرآن الكريم فقط، سيثبت بالأدلة أنه لولا السنة المطهرة لما فهمنا القرآن الكريم.
وبدايةً، نُبيِّن أن القرآن الكريم نزل ليُعمل به، أكدت حقائق القرآن الكريم هذا،