له هو المكان الحق، وهو الحق لأنه أُخْبِرَ به عن طريق الوحي؛ إذًا هذا درس يدل على العصمة، يدل على صدق النبوة، يدل على حفظ الله -تبارك وتعالى- اصطحب النبي -صلى الله عليه وسلم- معه الصحابة ليعاونوه أو ليظهر أمامهم أنه نفس المكان الذي حُدِّدَ له في نومه، وأيضًا ليَثْبُت أن ما يراه الأنبياء في نومهم هو من وحي الله تعالى لهم.
هذا درس، وهذه قضية معروفة، نحن حين نُدَرِّس أو نقول عن السُّنة: ما جاءنا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو إقرار أو صفة خَلْقِيّة أو خُلُقِيّة، حتى الحركات والسكنات، في اليقظة وفي المنام، وهذا أمر قامت عليه أدلة كثيرة، وهذا الحديث من بين الأدلة على أن ما يراه الأنبياء في نومهم هو من وحي الله -تبارك وتعالى- عنهم.
أيضًا من فوائد الحديث:
أن أمّنا عائشة تقول: ((لكنه دعا ودعا)) وفي رواية أخرى عند مسلم في (الصحيح) بلفظه: ((دعا رسول الله ثم دعا، ثم دعا)) يعني: ألح في الدعاء جدًّا؛ الدعاء يصرِف البلاء بإذن الله -تبارك وتعالى- والبلاء ينزل والدعاء يصعد، ويتعالجان إلى يوم القيامة، ولا يرفع البلاء إلا الدعاء، والدعاء برفع البلاء لا ينافي الصبر ولا التفويض ولا التسليم، هذا مقرر عند العلماء، إنما هو استنجاد واستغاثة واستعانة بالله -تبارك وتعالى- الذي لا يكشف الضُّر إلا هو، ولا يُنزل البلاء إلا هو، ولا يأتي بالخير إلا هو: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ} (يونس: 107).
وليعلمْ الذين يتعرضون للسحر، الذين يذهبون إلى السحرة لدفع الإتاوات ودفع الرشاوى، أنه عليهم أن يعتصموا بالمنهج النبوي في هذا، بأن يلجئوا إلى الله -عز وجل-