وهذا هو الميدان الذي يعمل فيه السحرة، وأعتقد أنه لا مكان لهم وغيرهم، وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله -تبارك وتعالى-.

نحن نبالغ في قدرات الساحر، وبالنسبة للنبي -صلى الله عليه وسلم- كل الذي حدث أنه كان يُخيَّل إليه أن يأتي النساء ولا يأتيهن، ما دليلنا على ذلك؟ الروايات، ودليلنا على ذلك الأوضح والأقوى أن يأتوا بحادثة واحدة يقولون فيها: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أثَّر السحر عليه فيما يتعلق بالقدرات التفكيرية. إذن هو عارض بشري مما يعرض للبشر ولا يخل بمكانته ولا بمنزلته.

ثم لا يتصورَنَّ أحدٌ أن هذا الأمر معارض لعصمته -صلى الله عليه وسلم- نحن تعرضنا لهذا قبل ذلك ونُذَكِّرُ به، كثيرٌ من الناس يقول: إن الله قد عصمه: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (المائدة: 67) وتعرُّضه للسحر يعارض هذه الآية ويتناقض معها، وبالطبع حين يصِلون إلى هذه النتيجة فهم يردُّون الحديث، القرآن هو ما تعهد الله بحفظه، هكذا يقولون، ويُزيَّن لهم ذلك بالشبهات التي يثيرونها.

{وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (المائدة: 67) لا تعني أبدًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يتعرض لمحاولات الإيذاء، لم يقل أحد من الأمة بذلك، بل قلنا: إن تعرضه للإيذاء هو دليل على العصمة. كيف ذلك؟ يعني: الذين يؤذونه يحاولون لكنهم لا ينجحون، لا ينالون ما يريدون، لا يحققون ما يهدفون إليه، إنما يتعرضونه، يحاولون ويُرَدّ كيدهم إلى نحورهم، ويُرَدُّون على أعقابهم فلا يتحقق مبتغاهم أبدًا.

النبي -عليه الصلاة والسلام- سُمَّ، ما الفرق بين السم والسحر؟ سُمَّ، فتعرض للسم، وكَشْف السم عنه كان بمعجزة، كما هنا بالضبط م عجزة، تحدثت الشاة وقالت: "إني مسمومة". فظهرت عصمة الله له، أنهم كادوا ضد النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن كيدهم أُحبِط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015