يتم بها خداع الناظر واستمالته، ويتصور أن الذي يحدُث أمامه كأنه حق، والسحرة يعانون معاناة في تركيب أشياء في الدفاع في فعل أشياء حتى يتحقق لهم ما يريدون، وهو لا يأتي إلا على يد فاسق أو كافر، والعياذ بالله -تبارك وتعالى-.
((سحَرَه رجل من بني زُرَيْق يقال له: لَبِيد بن الأعصم))، هو ليس يهوديَّ الأصل، هو يهودي بالحِلْف مع اليهود، هو أنصاري خزرجي من بني زُرَيْق، يعني: من الأنصار لكنه منافق؛ لأنه تعاطى السحرَ وسحَرَ النبي -صلى الله عليه وسلم-. إنما وصفته الروايات بأنه يهودي؛ لأنه كان بينه وبين اليهود حِلْف، وهذا كان موجودًا في المدينة بالذات، تَحالفَ كثيرٌ من بطون الأوس أو بطون الخزرج مع اليهود؛ نظرًا لما كان لهم من سَطوة اقتصادية أو عسكرية، وكان ذلك قبل الإسلام، وردّوا هذه العهود على أصحابها حين نهى الإسلام عن موالات غير المسلمين أو الذين يحاربون الله ورسوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} (الممتحنة: 1) إلى آخره.
"حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن"، هذا أثرُ السحر في نفس النبي -صلى الله عليه وسلم.
((يا عائشة، ألا ترين أن الله قد أفتاني فيما استفتيه)) أي: أظهر لي حقيقة مرضي، أَطلقَ عليه الدعاء، والداعي يسمَّى مستفتيًا والمُجيب يسمى مفتيًا؛ لأنه طلب من ربه -سبحانه وتعالى- أن يكشف عنه ما هو فيه. "الملكان جاءَا" في بعض الروايات أنهما "جبريل وميكائيل"، يسأل أحدهما صاحبه: ((ما يشكو الرجل؟ قال: مطبوب)) طب يطُبّ ويطِبّ في المضارع فاء الكلمة تُضَمّ وتُكْسَر، وهو من