قصد إيذاء، إلا أنها فقأت عينَ الملك، فذهب إلى ربه يشكو له وقال له: ((إنك أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت)).
هذه بعض التلخيصات للرد على هذه الشبهة:
الإمام النووي في (شرح مسلم) يقول:
أولًا: ربما أذِنَ الله لموسى في تلك اللطمة؛ امتحانًا للملك نفْسِه الذي يقوم بهذه المهمة، يعني: امتحانًا للملطوم نفسه وهو الملك، كأن الله -تبارك وتعالى- يريد أن يقول له: ستتعرض لبعض المشاكل أثناء تأدية مهمتك، فعليك أن تتحملها، وأظن أنه لا توجد مهمة أبدًا في الدنيا من غير أن تكون لها بعض المشاكل الجانبية، وعلى الذين كُلِّفوا بمهامّ أن يتحملوا بعض المشاقّ التي تتعلق بأدائهم لهذه المهمة، وعليهم أن يصبروا وأن يحتسبوا، وأن يطلبوا الأجر من الله -تبارك وتعالى-.
هناك وجه آخر في القضية قاله العلماء، قاله الإمام النووي، وقال القرطبي، وقاله القاضي عياض في تفسيرهم لفقء موسى لعين ملك الموت: إن هذا كان أمرًا معنويًّا، يعني: بمعنى أنه ليست هناك عين حقيقية فُقِئَت ولا شيء، والمراد أنه غَلَبَه بالحجة، يُقَال في المجاز عند أهل البلاغة وفي اللغة: فلان فقأ عين فلان أي: أفحمه، وأقام عليه الحجة، ومع أنهم ذكروا هذا الرأي إلا أنهم قالوا: إنه وجه ضعيف، يردّه ما ورد في الحديث نفسه من أنْ عاد إلى الله تعالى، فردَّ الله إليه بصرَه، فلو لم يكن هناك فقء حقيقي للعين ما كان هناك معنى لقوله: ((فردّ الله عليه عينه)).
أيضًا ليس في الحديث تصريح بتعمُّد سيدنا موسى -عليه السلام- لإيذاء الملك، وهذا وجه قاله القاضي عياض، وقاله المازاري، وقاله غيرهم، أين هو النص في الحديث