وتناقش بعقلك فيما لا دخلَ للعقل فيه، هذا هو العَبَث، هذا هو المجون، هذا هو الخلل العلمي والعقلي معًا، المعجزات ليست من دائرة عمل العقل أبدًا، هي فوق العقل؛ لأنها أصلًا كما أجمعوا على تعريفها أمر خارق للعادة لا يألفه الناس، ولا يَعْرِفه الناس، يُظهره الله على يد نبي، كأنها رسالة من الله -تعالى- لتأييد هذا النبي فيما يخبر به عن ربه -سبحانه وتعالى-.

الرد على ما أثير حول رحلة الإسراء والمعراج من شبهات

لا بد أن نتفق على:

أولًا: أن الإسراء والمعراج معجزة ليست خاضعة لعمل العقل؛ لأنها معجزة.

ثانيًا: هذا الإبعاد العقلي لمعجزة الإسراء والمعراج ليس خاصًّا بها، بل هو في كل المعجزات، وليست في معجزات نبينا -صلى الله عليه وسلم- فَحَسْب، بل في معجزات الأنبياء جميعًا، لا نتدخل بعقولنا، لو تدخلنا بعقولنا في معجزات الأنبياء ربما أدى ذلك إلى الإنكار.

ثالثًا: الأساس العقلي، الإمام الشيخ عبد الحليم محمود -رحمه الله- في بعض كتبه يَرُدّ على منكري الإسراء والمعراج، أو على مَن صرفوها عن ظاهرها، بأنهم يزعمون بأنهم تَقَدُمِيُّون، وأنهم أتباع المدرسة العقلية، أو أتباع المدرسة العلمية التجريبية، وهم رجعيون، ويفسر كلامهم فيقول: إنهم أتباع أبي جهل، من حيث يشعرون أو لا يشعرون، كيف؟ أبو جهل ومدرسته وأضرابه حينما أخبرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بمعجزة الإسراء والمعراج أنكروا ذلك، على أي أساس؟ على الاستبعاد العقلي، قالوا: أنضرب إليها أكباد الإبل شهرًا في الذهاب وشهرًا في الإياب، ثم تزعم أنك أتيتها في ليلة يا محمد؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015