لو كان هناك إنصاف في الفكر الإنساني المعاصر لاعترفتْ البشرية للإسلام بالسَبْق العظيم في مثل هذه المسائل وفي غيرها، فقد تكلَّمَ -صلى الله عليه وسلم- على مسائل غاية في الأهمية امتثلها المسلمون، فاستفادوا بها وقلَّدهم غيرهم مدركين عظمة الحضارة الإسلامية التي ارتقت بالإنسان، فاستفادوا أيضًا بها ... إلى آخر ما قال.

وأيضًا أحيل على كتابه (دفع الشبهات عن السنة النبوية) صحيفة 80 وما بعدها، ونقَلَ نُقولًا عن أن الذباب لعلاج الجروح والقرح، الذباب حتى بجسمه يُفْرك ويضاف إليه بعض المواد وبجسده تعالج به بعض الجروح والقرح والتقيحات، وهذا مما أثبتته معامل الغرب للذين لا يقتدون إلا بالغرب ولا يثقون إلا في كلام علماء الغرب.

هكذا تتعدد الأدلة وأقوال علمائنا، ولكنني أحيل إلى كتاب (الإصابة في صحة حديث الذبابة). الحقيقة الشيخ -جزاه الله خيرًا- جمع ما يتعلق بهذا الحديث من ناحية الطرق ودرسها.

إذن الحديث أثبتَ صحتَه، وأن أبا هريرة لم ينفرد به، وتكلم عن الفوائد الفقهية، ومن خلال فقه المذاهب، أقوال الأحناف، مثلًا: إنه تكلم عن طهارة الذباب إذا وقع في السائل، وعمَّا يقاس مثله مثل كذا، وأنه يستفاد بهذا السائل، يعني: أحكام فقهية كثيرة؛ لأن علماءنا تقبَّلوا الحديث ويرضون به، بل يحمدون الله على نعمته فبنوا أحكامهم، فالحديث عندهم لم يكن محل شك أبدًا؛ ولذلك استفادوا منه المسائل الفقهية كما يستفيدون وكما يستمدون بغيره من الأدلة.

وتكلم فيه أيضًا عن الناحية الطبية في هذا الحديث عند المتقدمين وعند المتأخرين، وأنهى كلامه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015