بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الأول
(معنى الشبهة، واستعمالاتها، وموقفنا تجاهها)
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه:
السنة -كما نعلم جميعًا- تحتلّ مكانةً بارزة في الإسلام: هي ما جاءنا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو إقرار أو صفة خلقية أو خُلقية، حتى الحركات والسكنات في اليقظة وفي المنام قبل البعثة وبعدها.
وهناك تعريفات مختصرة كلها تدور حول أن السنة هي ما جاءنا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من أقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته الخلقية والخُلقية، وما يتعلق بكل الأمور الصادرة عنه -صلى الله عليه وسلم.
السنة مهمة جدًّا في الإسلام وفي حياة المسلمين، هي تبيِّن لهم القرآن الكريم وهي تُشّرع لهم كما يشرع القرآن الكريم؛ لذلك كانت السنة منذ أن بدأ أن يكون هناك أعداء للإسلام خارج الخط الإسلامي، وخارج التفكير الإسلامي الصحيح، كان هدفهم الأول دائمًا هو السنة؛ لما يعلمون من منزلتها؛ لأنهم يهاجمون القرآن الكريم من خلالها، بل لا نبالغ إذا قلنا: يهاجمون الإسلام كله؛ لأنه لو افترضنا أن بعض شبههم تنجح إذن نتوقف عن فهم القرآن، وعن تطبيقه حتى وإن بقي القرآن نصًّا مقدسًا نقرؤه آناء الليل وأطراف النهار، لكننا قد نعجز عن تطبيقه في غياب السنة المطهرة.
فهجومهم عن السنة هو هجوم على القرآن الكريم، وفي نفس الوقت هجوم على الإسلام؛ لأن الإسلام في نهاية الأمر هو القرآن الكريم وهو السنة المطهرة.
أعداء الإسلام -سواء من أبناء الإسلام الذين أخذوا سبلًا أخرى تفرّقوا وابتعدوا