هذا خلل، كان عندهم شورى أروع بكثير كانوا يُقال لهم على المنبر وغير المنبر تقول لهم الرعية ما يريدون! إنما الاحتكام إلى مقاييس الواقعية في بيئة غير بيئة هذا خلل في المناهج العلمية؛ مثلًا: النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج ببنت صغير، هذا كلام سفيه لا يستحق الرَّدَّ عليه، هل البيئة كانت تنكر؟ هل قرأنا أن أبا جهل وأن أبا لهب وغيرهم من عتاة المعادين للإسلام أنكروا على النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الصنيع.
هذا أمر كان مألوفًا في البيئة بل ظلَّ مألوفًا لمئات السنين، ظل هذا الأمر -كما قلت- سنة بين المسلمين، زواج الكبير من الصغيرة أو من الكبيرة التي تكبره؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج الكبيرة التي تكبره بخمسة عشر عامًا، وتزوج الصغيرة ... إلى آخره، لكن هذا مثال لخلل المناهج.
فالمستشرقون كانوا يحتكمون إلى العقلية الأوروبية وإلى القواعد الأوروبية في الحكم على الإسلام، ومن ثَمَّ يستثيرون الغربيين ضدَّ الإسلام:
هذا مخالف لكم، هذا يأتي بغير ما تعتقدون، هذا يأتي بغير ما تقولون، هذا يريد أن يبطل مجتمعاتكم.
يملئونهم بروح العداء للإسلام مخالفًا للمناهج العلمية، كما قلت: هذا منهج يتبعه المستشرقون، ثم يزعمون أنهم أبناء حيدة وإنصاف في حكمهم على الإٍسلام.
إذن، هم انطلقوا من الفكرة المسبقة، انطلقوا من المقاييس الغربية والمناهج عندهم في الحكم على الأشياء، ولم يحتكموا إلى المناهج الموجودة عند المسلمين.
أيضًا، اعتمدوا على كثير من الروايات الضعيفة والشَّاذَّة، إن شاء الله حين نتعرَّض للشُّبَه بتفصيل سنقف على مثل هذا، أحيانًا يقولون: نحن لم نأتِ ببدع من القول، هذا موجود في مصادركم، وقد يَتصور غير