النزاع، وعدم الجرأة على أولياء الأمر حتى لا تحدث فتن، ولذلك في الدول التي لا تدين بالإسلام تضع في دساتيرها ما يحفظ وحدة الأمة، حين يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني)) ماذا في هذا الحديث من الممالئة للحكام المسلمين، حين يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((فاسمعوا وأطيعوا وإن تأمر عليكم عبد حبشي)) الانقسام أو الحفاظ على وحدة الأمة هو الأولى، إن فكر أهل والجماعة في هذه القضية يتَّجه إلى المحافظة على استقرار الأمة، لا عند خوف، ولا عن جبن، وإنما هو ترتيب للأوليات، وإغلاق لباب الفتن الذي إذا فُتح -والعياذ بالله- لا يعلم مداها إلا الله -تبارك وتعالى-.

وفي نفس الوقت هناك حكام أحاديث تطلب النصيحة للأمة وللأمراء: ((الدين النصحية، قلن: لِمَن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكِتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم)) هو غاية ما في الأمر مناقشة الأسلوب. إذن المسألة لم تكن خنوعًا؛ إنما كانت محافظة على روح الأمة، في ضوء الأدلة، وعندنا مثلًا مَن قام لمروان بن الحكم وهو يريد أن يخطب قبل الصلاة في العيد على خلاف ما كانت عليه السنة، ونبهه إلى أن هذا مخالف للسنة، وهذا الموقف هو الذي رُوي فيه الحديث الذي عند مسلم من رواية أبي سعيد الخدري: ((مَن رأى منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)).

أقصد أن أقول: رَوَوْا هذه الأحاديث، ورووا هذه الأحاديث التي تطلب الطاعة لولي الأمر ما دام مستقيًا على كتاب الله -تبارك وتعالى- وعلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- بل إنه من المعروف أنه: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)) حتى هذا الأمر بالنسبة للنبي -عليه الصلاة والسلام- نفسه وهو الذي لا يأمر إلا بالمعروف، وسجل له ذلك في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015