كتب المسلمين في هذا الأمر، يقول: "جولدت سيهر" في الشبهة الأولى:
"إن القسم الأكبر من الحديث ليس إلا نتيجة للتطور الديني، والسياسي، والاجتماعي للإسلام في القرنين الأول والثاني"، ولا ندري ما مصدره في هذه الفرية، لكن مفهوم الشبهة أنه كلما حدث تطور ديني، أو سياسي، أو اجتماعي في الإسلام وضع الوضاعون له بأمر من الخلفاء، أو بإيحاء منهم، الأحاديث التي تؤيِّد أو تؤكد ما يُريده الحكام أن يقولوه في هذا الصدد.
هذه الفرية يكذّبها واقع المسلمين كيف؟
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدأ بتأسيس الدولة الإسلامية، ووضع لها القواعد والأسس التي بنى عليها المسلمون بعد ذلك؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لم يترك الدولة إلى وقد تحدَّدت معالمها، وتبينت أسسها، والله -عز وجل- قد أكمل رسالة الإسلام في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله -تبارك وتعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة: 3) إذن الإسلام كمل، وتمَّ، أي: هذا الدين الكامل التام الذي تضمنه القرآن الكريم، وتضمنته السنة المطهرة قد كمل وتم، ولا مجال فيه لزيادة ولا نقصان، فهناك قد يكون شرح لبعض النصوص واستنباط الأحكام منها، هذا اجتهاد في ضوء النصوص التي كملت وتمَّت، والتي نزلت وانتهى أمرها في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولذلك استقرَّ الأمر على أن المصدرين الأساسيين للإسلام هما القرآن والسنة، وقد تعهَّد الله بحفظهما، ووردت الأدلة القاطعة في وجوب تحكيم القرآن الكريم، وتحكيم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كل أمر من أمور الإسلام.
إذن الإسلام قد استكمل بنيانه ووضحت معالمه وأسسه في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يكن هناك إذن مجال لأن توضع لَبِنَات جديدة في بناء الإسلام؛ نتيجة للتطور