الاستيلاء على مصادرها الاقتصادية، من توهين عقيدتها الدينية ... إلى آخر ما يقصدونه من أغراض ومن أهداف.
هذا الاستشراق كان دوره خطيرًا في الحقيقة؛ لأنه هو الذي صاغ التصورات الغربية عن الإسلام وأهله لكل أبناء الغرب، من سياسيين وغيرهم، هذا الاستشراق كان هو المقدمة، كان هو الطليعة للغرب في تقديم المعلومات من وجهة نظرهم للغرب، وكيف يتمكَّنون من السيطرة على الإسلام في كل الجوانب.
والمستشرق هو الذي يدرس أحوال الشرق بهذا المعيار الذي قلناه من علماء الغرب، وليس من علماء الشرق، أي: يطلب الاستشراق دراسة أمور الشرق. وكما قلنا: إن هذا الاستشراق كان له أكبر الأثر في تصوُّر العالم الغربي بشكل عام عن الإسلام، استمدَّ الغرب معلوماتهم عن الإسلام وحدَّدوا موقفهم منه بناءً على هذه الدراسات الاستشراقية، وهذا هو وجه الخطورة في الاستشراق وما يتعلق به في جانب العقيدة، وفي جانب السنة التي سنقف معها.
الاستشراق -بهذا المعنى الخاص الذي قلناه- يعتبر موقف عقائدي وفكري معادي للإسلام؛ لأنه انطلق لخدمة التبشير ولخدمة الاستعمار للقضاء على الأمة الإسلامية، إذن هو انطلق من موقف معادي بادئ ذي بدء، وهذه خطورة، وهو الذي يجعلنا نقف ونتصدَّى، ولذلك لم يتركوا شيئًا يتعلق بالإسلام وأهله إلا وتكلَّموا فيه، وصارت لهم المؤلفات.
ويشهد الله أننا لا نفتعل المعارك، لا نحارب طواحين الهواء كما يقال، إنما هذه الحقيقة، والله -عز وجل- سجّل هذا الأمر في أكثر من آية في القرآن في الكريم: