هواك وتتفق مع فكرك، وتلتقي مع أهدافك، أو هكذا أنت تتصور، وتترك الآيات التي تُفنِّد شُبَهك، والقرآن الكريم يكمِل بعضه بعضًا، ويتمم بعضه بعضًا. وكل الذين يعرفون استمداد الأدلة من النصوص الشرعية يعرفون جيدًا أنه ليس من حقهم أن يأخذوا نصًّا، وأن يغيِّبوا عن عمدٍ، أو عن جهل نصًّا آخر له اتصال وثيق بنفس القضية، وبنفس المسألة؛ بل إن الحكم الشرعي في أي قضيةٍ من القضايا لا يُؤخذ إلا من خلال النصوص الكاملة المتعلقة به في القرآن الكريم والسنة المطهرة، بل بعد ذلك نرجع إلى أفهام العلماء من المفسرين، ومن شارحي الأحاديث النبوية، ومن موقف الصحابة من ذلك كله؛ ليستقيم فهمنا مع فهمهم، ولنعرف: كيف مضى سلف هذه الأمة في التعامل مع هذه الآيات؛ ليمضيَ عليها أيضًا خلفها على نفس المنهج وعلى نفس الطريق، الذي سار عليه السلف الصالح -رضوان الله عليهم-.

إذن، هذا ردٌّ إجمالي، كما أنك نظرت إلى هذه الآيات، فهناك آياتٌ دعتْ في جلاء ووضوح، وقطعٍ لا لَبْسَ فيه إلى ضرورة التمسك بالسنة المطهرة. حين تعمد إلى بعض الآيات فتذكرها وتعمَد إلى البعض الآخر فتهمله، أو تبتعد عنه؛ هذا في المناهج العلمية خللٌ شديد، وفهم سقيم، والرجوع إلى الحق أولى من ذلك كله.

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015