هو من أركان الإيمان التي لا ينعقد الإيمان إلا بها؛ فكلمة تمام الإيمان التي استعملها الإمام الشافعي يقصد كمال انعقاده.
ومن هنا وجبت طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمقتضى هذا الإيمان، لا يصلح أن تكون مؤمنًا، ثم أنت غير طائع لرسول الله -صلى الله عليه وسلم، حتى لو زعمت أنك طائع لله، وهذا المعنى الخطأ يقع فيه كثيرٌ من الناس؛ بل إن -كما ذكرنا- يُزيّن لهم سوء عملهم، فيتصورون أحيانًا أنهم يدافعون عن السنة، وعن الإسلام، وعن تخليص كتب السنة من الأحاديث التي يرونها غير موافقة لفهمهم، أو للواقع، أو التي تسبب حرجًا من وجهة نظرهم للإسلام في أي مجال، وتصاعد الأمر ببعضهم إلى أن رفعوا قضايا أمام المحاكم؛ لكي يُلزموا الأزهر الشريف والهيئات العلمية بأن تنقّي البخاري ومسلم -هذان الكتابان اللذان أجمعت الأمة على أنهما أصح الكتب بعد كتاب الله تبارك وتعالى- من الأحاديث التي يرونها غير صحيحة، ولو فُتح الباب لتلك الأهواء ما سلم لنا حديث من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أيضًا من الأدلة على حجية السنة الإجماع، أجمعت أمة الإسلام قديمًا وحديثًا على التمسك بالسنة، والعض عليها بالنَّواجذ، وعلى ضرورة تطبيقها والسير على هديها في كل جوانب حياة المسلمين، لم يمارِ في الحقيقة في هذه المسألة إلا نفر حقيقة ممن لا يُعتدُّ بخروجهم عن إجماع الأمة من بعض الخوارج ومن الروافض.
هذا أمر كان واضحًا جليًّا في حياة الأمة، من لدن أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأمة بأن تتبع هديه، وأن تجمع سنته، وأن تفهمها وأن تطبقها، والنبي -صلى الله عليه وسلم- دعا بنضارة