فلما سأله قومه: ويلك ما رأينا مثل ما صنعت؟ قال: ويحكم! والله ما هو إلا ضرب على بابي, وسمعت صوته, فملئت رعبا, ثم خرجت إليه, وإن فوق رأسي فحلا من الإبل ما رأيت مثله قط، لو أبيت أو تأخرت لأكلني1.
لقد كان في كل مرة تحيط به الزبانية, وكان ينتكس ويخيب, ولكنه ما زال سادرا في غيه.
لقد كان يقول:
والله لا نصالحك ما بل بحر صوفة2.
وكان إذا سمع برجل قد أسلم له شرف ومنعة أنبه وخزاه.
هكذا اجتمعت الأصهار والأنساب والرجال والنساء من وجهاء القوم في مكة على مجابهة الدعوة والداعية بعديد من الأذى وصنوف من المساومات.
5- فتنة الأتباع:
لقد كانت المجابهة مخططا متوجها نحو الداعية ودعوته وأتباعه، فقد حرصت قريش بعد فشلها في التوصل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى حل يرضي شهوة كفرها على أن تواصل المواجهة ضد الأتباع.