لقد كانت رسالة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هي نبوته, وكانت نبوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي رسالته فهو خاتم الأنبياء وهو خاتم المرسلين, وكل نبي كذلك هو رسول ونبي ذاتا ووظيفة.
وبهذا الفهم نكون قد أبرزنا ذاتية المفهوم للنبوة والرسالة في الجو الإسلامي، وأغلقنا به شرا مستطيرا على من يدعي النبوة فيما بعد من أمثال الفئة الضالة من القاديانية وأشباهها.
واتقينا فتنة التفاضل بين النبوة والرسالة1. واسترحنا من خزعبلات العموم والخصوص.
وأوصدنا باب البحث عن صفة الذين آمنوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يبدأ في تبليغ الدعوة2, فقد انتقل حالهم إلى الله جل شأنه, وهو وحده صاحب الملك والتصريف, والبحث في هذه المسائل تهوكٌ وبعدٌ عن طبيعة الإسلام, وجريٌ وراء تفكه فكري لا يليق بإسلام الوجه لله.
لقد جاءت الرسالة أو النبوة؛ ليعيش أهل الأرض في كنف الله, ورعايته المباشرة يتطلعون في كل أمر من أمورهم إلى وحي من عند الله يتحركون به, ويحسون بيد الرحمة تمتد إليهم في كل حين لتنقل خطاهم خطوة خطوة إلى الصراط المستقيم.