...
مقدمة المؤلف:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والداعين بدعوته إلى يوم الدين.
وبعد..
فإن أحلى كلمة تقال وتصعد إلى الله مع الكلم الطيب هي كلمة الدعوة: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} . وإن أشرف وظيفة على الأرض يتشرف بها الإنسان المسلم هي وظيفة الدعوة: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} .
إن كل الوظائف على وجه الأرض تصدر عن تنظيم بشري أو قرار من سلطة الأرض إلا وظيفة الدعوة فإنها تصدر عن تفويض رباني وتوكيل عن النبوة العاقبة الخاتمة: "العلماء ورثة الأنبياء".
لهذا استحقت الدعوة الإسلامية هذا الشرف المجيد واستحق المشتغلون بها تكريما خاصا وكان عليهم تجاهها واجب يثابون عليه أداء ويعاقبون عليه إهمالا.
ولما كانت مادة الدعوة الإسلامية لم تحظ من قبل بتقعيد علمي لموضوعاتها بحيث يدرك السامع حدود وأبواب وفصول وميادين العمل لهذه المادة كما حظي الفقه والأصول وعلم الاجتماع والجعرافيا والتاريخ ... إلخ.