اسم الذي تيمني حبه ... يلوح في ديباج خديه

حتى إذا صحف معكوسه ... كان الذي في لحظ عينيه

وأضمر اسم "علي" فقال:

اسم الذي تيمني عشقاً ... يتعب ذا اللب إذا يلقى

ثلاثةٌ إن رخمت كان ما ... رخم جذراً للذي يبقى

وأضمره أيضاً فقال:

اسم الذي ابتغي رضاه ولا ... آمن ما عشت من تسخطه

ثالثه مثل سبع أوله ... بل هو إن شئت ثلث أوسطه

61- أبو الحسن علي بن عبد الله ابن الشامي

له من قصيدة:

يا سيدي لي أوامر كرمت ... فارع لها

لا عدمتك

الذمما

فكم أناس حقوقها جحدوا ... ظلماً، وما عادل كمن ظلما

فحسنوا جحدها بلؤمهم ... وإنما هجنوا به الكرما

وله في الوداع:

ودعني وانصرفا ... يحمل وجداً متلفا

ملتفتا وكلما ... نقل رجلاً وقفا

لو أنني أنصفته ... مت مكاني أسفا

وله:

إذا نحن أعيانا اللقاء فودنا ... بمحض التصافي كل حين له ورد

ولا صنع للأيام في نقض مبرمٍ ... يعود جديداً كلما قدم العهد

62- أبو الحسن علي بن محمد بن علي الربعي المعروف بابن الخياط

شاعر فصيح اللسان، مشهور بالإحسان، وحدة الجنان، وجودة البيان، ماهر في اللغة والأدب، حافظ لأشعار العرب، وكان يشبه في عصره، بجرير في دهره.

ومدح الملوك من آل أبي الحسين الكلبيين، وكان عندهم عالي القدر، نابه الذكر. فمن شعره قوله من قصيدة يمدح فيها الأمير ثقة الدولة يوسف بن عبد الله وولده تاج الدولة وسيف الملة جعفراً، أولها:

سلمى وما أدراك ما سلمى ... قنص لعمرك رائع الأدما

لا تستبح روضاً بوجنتها ... أنفاً لسهم جفونها يحما

وأنا نذيرك أن تلاحظها ... وانظر لنفسك قبل أن تصما

فهي العيون لقلبي تطادماً ... لا تحتقب قوداً ولا إثماً

وسفيهة بكرٍ تسفهني ... أو تحسبين لعاشق حلما

كفي ملامك إن بي صمماً ... عنه أيسمع لومك الصما

هذا وأشمط رب دسكرةٍ ... رحب الفناء لكل من أما

مستنزل جلباب زائره ... ببشاشةٍ تستنزل العصما

طفنا به أملاً فهب لنا ... بزجاجة تتحمل النجما

فلو أن ملك الأرض تحت يدي ... لجعلت كل نباتها كرما

حتى تكون الراح منهلة ... تغني الصوداي عن زلال الما

كيد ابن عبد الله يوسف إذ ... طرد الغنى بنوالها العدما

ظلت تحزم سيرذي شطب ... شبق الملامة وامتطى الحزما

يقول فيها من مدح ولده:

يا جعفراً ورد العذوبة بو فحلى ... ورد والمنة نعما

أنت اللباب لكل مكرمة ... كان الملوك لقرعها عدما

وبما بلغت حجى الكهول فتىً ... وحلمت قبل بلوغك الحلما

فاسلم ليوسف ساعداً ويداً ... فوق السماء تخيم أنجما

وقوله من قصيدة يمدح فيها الأمير تأييد الدولة:

طرق الخيال وساء ما طرقا ... أخذ الرقاد وخلف الأرقا

عندي سرائر لو نفثت بها ... في صخرة لتقطعت فلقا

حب صليت به وأكتمه ... لو مس أبكم حره نطقا

ولقد صبرت له فأوسعني ... قلقا وأثخن مهجتي حرقا

ولعلني إن قلت بي علق ... قعد الوشاة بقصتي حلقا

وأنا الرهين بحب ساحرة ... ملأت يدي ببشرها ملقا

نظمت لها أيدي ملاحتها ... خرز القلوب بجيدها نسقا

ملك تضم الأرض قبضته ... حتى تكون جميعها طبقا

يغزر بأدهم في العجاج ترى ... لمع السيوف بجسمه بلقا

وقوله من أخرى يمدحه فيها ويهنئه بسلامة ولده من جدري. أولها:

لا يطمعنك في السلو تكهلي ... أنا من علمت على الغرام الأول

إن كان غرك ذا الوقار فإنه ... كالطيب يعبق في القميص وقد بلي

نسك نصبت به حبالة مطعم ... متعودٍ قنص الغزال الأكحل

ولرب مأربةٍ لبست لها الدجى ... وقضت بها وطرأ لطافة مدخلي

أسري كما تسري النجوم لحاجتي ... والناس بني مدثر ومزمل

ولقد تعبدني على حريتي ... رشأ تنعم في الرحيق السلسل

ممن يصون عن الأكف ثماره ... بخل ويحجبه عن المتأمل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015