الظاهرة والباطنة، ومكنك من كل ما تريد بما أعطاك من قدرة ومشيئة وأنت الذي تختار وتفعل أو تترك.
فقد جمعت بين الأصلين:
1-الاعتراف بعموم قدر الله
2-وأن أفعالك كلها من كسبك.
وأنه إن وفقك للخير فبفضله وتيسيره، وإن لم يوفقك بل وكذلك إلى نفسك فلا تولمن إلا نفسك.
ومعرفة هذه المقدمات سهلة بسيطة، وبها يحصل لك الاقتناع التام.
ففعلك داخل في عموم قدرة الله وخلقه، لأن خالق السبب التام، هو الخالق للمسبب، والسبب التام: قدرتك وإرادتك، والله هو الذي خلقهما، وأنت الذي تفعل بهما.
وإنما الإشكال الذي لا يمكن حله لبطلان أحد أصليه اعتقادك أنك مجبور على أفعالك، فهذا الذي لا يمكن العبد أن يعرف معه: أن الأفعال أفعاله. وهذا يعلم بطلانه بالضرورة، كما سبق بيانه.
فقال الرجل السائل المسترشد: لقد وضحت المسألة وضوحا لا أشك فيه، علمت بأن الله خلقني، وخلق جميع أوصافي، وخلق الأسباب التي أتمكن بها من الأفعال، وأنا الذي أفعل وأطيع، إن ساعدني الله بتوفيقه. أعصي وأغفل، إن وكلني إلى نفسي.
فقال العالم: وأزيدك إيضاحا وبيانا لهذا السؤال: