المعاصي برغبة منك ومحبة لها، وإرادة لا شك ولا يشك غيرك فيها.

وتعلم أن قولك: "إنها بقضاء الله وبقدره"؛ دفع للوم عنك.

فهل تقبل هذا العذر: لو ظلمك ظالم أو تجرأ عليك متجرئ وقال: إني معذور بالقدر؛ فلا تلمني؟

أما يزيدك كلامه هذا حنقا وتعرف أنه متهكم بك؟!

فقال المسرف: بلى هذا الواقع.

فقال الناصح: كيف ترضى أن تعامل ربك الذي خلقك وأنعم عليك النعم الكثيرة بما لا ترضى أن يعاملك به الناس؟!

وإن أردت بقولك: "إنها بقضاء وقدر"؛ بمعنى: أن الله علم مني سأقد عليها، وأعطاني قدرة إرادة أتمكن بهما من فعلها؛ وأنا الذي فعلت المعاصي بما أعطاني ربي من القوى التي مكنني فيها من المعاصي.

وأعلم: أنه لم يجبرني ولم يقهرني وإنما أنا الذي فعلت وأنا الذي تجرأة فقد رجعت إلى الحق والصواب واعترفت بأن لله الحجة البالغة على عباده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015