المعاصي برغبة منك ومحبة لها، وإرادة لا شك ولا يشك غيرك فيها.
وتعلم أن قولك: "إنها بقضاء الله وبقدره"؛ دفع للوم عنك.
فهل تقبل هذا العذر: لو ظلمك ظالم أو تجرأ عليك متجرئ وقال: إني معذور بالقدر؛ فلا تلمني؟
أما يزيدك كلامه هذا حنقا وتعرف أنه متهكم بك؟!
فقال المسرف: بلى هذا الواقع.
فقال الناصح: كيف ترضى أن تعامل ربك الذي خلقك وأنعم عليك النعم الكثيرة بما لا ترضى أن يعاملك به الناس؟!
وإن أردت بقولك: "إنها بقضاء وقدر"؛ بمعنى: أن الله علم مني سأقد عليها، وأعطاني قدرة إرادة أتمكن بهما من فعلها؛ وأنا الذي فعلت المعاصي بما أعطاني ربي من القوى التي مكنني فيها من المعاصي.
وأعلم: أنه لم يجبرني ولم يقهرني وإنما أنا الذي فعلت وأنا الذي تجرأة فقد رجعت إلى الحق والصواب واعترفت بأن لله الحجة البالغة على عباده.