...
سؤال السائل: لم شاء الله كفر الكافر؟ مثل سؤال: لم قدم الله هذا المخلوق على غيره؟
ثم قال الشيخ مجيبا للمعترض:
30- فقولك: لم قد شاء؟ مثل سؤال من ... يقول: فلم قد كان في الأزلية؟
31- وذاك سؤال يبطل العقل وجهه ... وتحريمه قد جاء في كل شرعة.
الشرح
يعني رحمه الله: أن سؤال السائل واعتراض المعترض بقوله: "لم شاء وكيف شاء كفر الكافرين، ووقوع العصيان من العاصين؟ "؛ ونحوها من الأسئلة المشابهة لذلك، كلها محظورة ممنوعة لأن الله تعالى هو الحاكم ليس محكوما عليه ولا يلزم أن يبدي لعباده كل حكمة اشتملت عليها مراداته ومفعولاته؛ فقد أخبر عباده بالأمر العم، وهو أنه حكيم في كل ما خلق، وكل ما شرع.
وأما دقائق الخلق وأسرارها وأسرار أفعاله فعنده علمها، ولا يلزم أن يطلع العباد عليها، إلا ما شاء منها.
وهذا مثل سؤال السائل: لم قدر الله هذا المخلوق على هذا المخلوق؟ ولم كان هذا المخلوق سابقا وهذا المخلوق لاحقا؟
فإنه تعالى: {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} (الأنبياء:23)
فالعقل والشرع لا يبيح أمثال هذه الأسئلة التي يعترض بها العبد الحقير.