وذلك: أن جميع الكون العالم العلوي والسفلي وما فيهن من المخلوقات خلقها الله وأوجدها بمشيئته وقدرته.
فإنه تعالى هو الواجب بأسمائه وصفاته القديمة التي لا أول لها، لأنه الأول الذي ليس قبله شيء، ولم يزل بأسمائه وصفاته كذلك.
فإذا كانت أوصافه كلها قديمة واجبة، لأنه واجب الوجود.
فمن لوازم صفاته اللازمة لذاته:
1- العلم المحيط بكل شيء.
2- والقدرة الشاملة لكل شيء.
3- والمشيئة العامة لكل موجود.
فهو تعالى لم يزل عليما فعالا لما يريد.
وأفعاله تعالى وإبداعه لمبتدعاته تابعة لحكمته التي هي وضع الأشياء مواضعها، وتنزيل الأمور منازلها.
فلم يخلق ولن يخلق شيئا عبثا، بل خلق المخلوقات وأبدع المبدعات بالحق وللحق، فهي صدرت عن الحق، واشتملت على الحق، وكانت غاياتها المقصودة الحق.
فهذا: التقرير الصحيح لمذهب أهل السنة والجماعة.
وهو الذي دلت عليه الأدلة الكثيرة.