قال حسان بن ثابت يمدح النبي - صلى الله عليه وسلم -:
وأَحسنُ مِنْكَ لم ترَ قطُّ عينِي ... وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ
خُلِقتَ مُبَرَّءًا مِنْ كُلِّ عَيْبٍ ... كَأَنكَ قدْ خُلِقْتَ كما تَشَاءُ
قال عبد الله بن المبارك رحمه اله: حُسْنُ الخُلُقِ: طَلَاقَةُ الوَجْهِ، وَبَذْلُ المَعْرُوْفِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَأَنْ تَحْتَمِلَ مَا يَكُوْنُ مِنَ النَّاسِ (?).
وحسن الخلق يعمر الديار ويزيد في الأعمار، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عَائِشَة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهَا: «إِنَّهُ مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ فِي الأَعْمَارِ» (?).
والمسلم لا بدَّ أن تواجهه في حياته مواقف كثيرة، إن لم يستعمل فيها حسن الخلق فإنه سيفشل في مواجهتها.
فمن القواعد العامة في هذا المجال: أن لا تسرع بالملامة في حق من أساء إليك، أو قصر في حقك، وأن تعامله بحسن الظن والتماس العذر، وعلى العكس من ذلك أن لا تقول قولاً، ولا تفعل فعلاً قد تحتاج فيما بعد للاعتذار منه، ففي الحديث عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِيَّاكَ وَكُلَّ أَمْرٍ يُعْتَذَرُ مِنهُ» (?).
قَالَ الشَّاعرُ:
وإنما الأُممُ الأخلاقُ ما بَقِيت ... فإِن هُمُ ذَهَبَت أَخلاقُهم ذَهَبُوا