تتبرج بزينة، ثم يصلي الفريضة إن كان وقت فريضة، ليحرم بعدها، فإن لم يكن وقت فريضة ووافق صلاة التطوع أحرم بعدها.
ثم إذا فرغ من الصلاة نوى الدخول في العمرة فيقول: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ (?)، لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ عُمْرَةً ... ». يرفع الرجل صوته بذلك وتخفيه المرأة، فقد روى أبو داود في سننه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي وَمَنْ مَعِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ» (?).
وروى ابن ماجه في سننه من حديث أنس بن مالك رضي اللهُ عنه قال: حَجَّ النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم عَلَى رَحلٍ رَثٍّ وَقَطِيفَةٍ تُسَاوِي أَربَعَةَ دَرَاهِمَ أَو لَا تُسَاوِي، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ حِجَّةً لَا رِيَاءَ فِيهَا وَلَا سُمْعَةَ» (?).
ويستمر على هذه التلبية حتى تكون شعاره حتى يبدأ الطواف بالبيت، ثم يمسك عن التلبية ليتفرغ للاشتغال بأذكار الطواف والسعي وغيرها، ومن تيسر له الاغتسال قبل دخول مكة فإنه يستحب له ذلك، لما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث نافع عن ابن عمر رضي اللهُ عنهما: «أَنَّهُ إِذَا دَخَلَ أَدنَى الحِلِّ أَمسَكَ عَنِ التَّلبِيَةِ، ثُمَّ يَبِيتُ بِذِي طُوَى، ثُمَّ يُصَلِّي بِهِ الصُّبحَ وَيَغْتَسِلُ، وَيُحَدِّثُ