جهنم بل في أسفل السافلين، فمن هؤلاء الذين هم أشد عذاباً من الكفار؟ ! بل الكفار المخلدون في النار أحسن حالاً منهم.

إنهم المنافقون الذين أظهروا صورة الإسلام والإيمان وأبطنوا حقيقة الكفر، قال تعالى: {إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُون (1)} [المنافقون]. وقال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَأَىؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلا (142)} [النساء: 142].

وقال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا (139)} [النساء: 139].

وقال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145)} [النساء].

فمما تقدم يتبين لنا الأمور التالية:

أولاً: إن الدين الحق الذي لا يقبل اللَّه تعالى من العباد غيره هو دين الإسلام، قال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين (85)} [آل عمران: 85].

ثانياً: إن الشرك لا تنفع معه طاعة ولا يقبل اللَّه من صاحبه صرفاً ولا عدلاً ولا فرضاً ولا نفلاً بل هو محبط لجميع الأعمال الصالحة كبيرها وصغيرها هذا حكم اللَّه في كتابه وعلى لسان رسوله، قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015