فإنه حري أن يقع فيها لأن الشيطان ما نسيها ولا نام عنها بل يدعو إليها، قال الشاعر:
عَرَفَتُ الشَّرَّ لاَ للشرِّ ولَكِنْ لِتَوقِّيهِ
وَمَنْ لاَ يَعْرِفُ الشَّرَّ مِنَ الخَيرِ يَقَعُ فِيهِ
وقال آخر:
الضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ
وَبِضِدِّهَا تَتَبَيَّنُ الأشياءُ
المثال الثاني: إبليس لعنه اللَّه فقد كان يقر بثلاث كلها من أصول عقيدة أهل الإسلام: الإقرار بالرب، والإيمان بالبعث، ودعاء اللَّه من غير واسطة وذلك بقوله سبحانه عنه: {قَالَ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون (14)} [الأعراف]. فهل نفعه ذلك.
الجواب معلوم لأن الإسلام هو الاستسلام للَّه بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله. ليس الإسلام هوى متبعاً، أو رأياً ضعيفاً بل هو طريق مستقيم لا اعوجاج فيه فالدين الذي يقبله اللَّه والإيمان الذي ينفع صاحبه، هو الذي لا يخالطه شرك ولا يناقضه كفر وأن يستمر عليه صاحبه حتى يلقى اللَّه، قال تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود: 112]. ولم يقل: كما أردت ثم أمر بالوقوف عند حدوده ورسومه. فقال: {وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير (112)} [هود].
المثال الثالث: طائفة من الناس يشهدون أن لا إله إلا اللَّه وأن محمداً رسول اللَّه يصلون ويصومون ويزكون ويحجون مع المسلمين ويجاهدون معهم، ومع كل هذا فقد حكم اللَّه عليهم بالخلود في نار