ولذلك روى مسلم في صحيحه من حديث عبد اللَّه بن عمرو ابن العاص رضي اللهُ عنه أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ» (?).
ومن آثار الإيمان بهذا الاسم العظيم:
أولاً: أن المتفرد بالرزق هو اللَّه وحده لا شريك له كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُون (3)} [فاطر]. وقال تعالى: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ} [الملك: 21].
أي أمن هذا الذي يطعمكم ويسقيكم ويأتي بأقواتكم إن أمسك ربكم رزقه الذي يرزقكم.
وفي الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقول في دبر كل صلاة إذا سلم: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» (?).
ثانياً: أنه ينبغي للعبد أن يعلق رجاءه باللَّه وحده وأن اللَّه إذا قدر له سبباً من أسباب الرزق أن يحمده على ذلك ويسأله أن يبارك له فيه، فإذا انقطع أو تعذر ذلك السبب فلا يتشوش قلبه فإن هذا السبب لا يتوقف رزق العبد عليه بل يفتح له سبباً غيره وأحسن منه