عَلَى اللهِ رِزْقُهَا} [هود: 6].

قال الشيخ السعدي رحمه الله: ورزقه لعباده نوعان:

الأول: رزق عام شمل البر والفاجر والأولين والآخرين وهو رزق الأبدان.

ثانياً: رزق خاص: وهو رزق القلوب وتغذيتها بالعلم والإيمان والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين، وهذا خاص بالمؤمنين على مراتبهم منه بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته (?).

وهذا أعظم رزق يمن اللَّه به على العبد، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)} [الطلاق].

قال عبد اللَّه بن مسعود رضي اللهُ عنهما: «إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاَقَكُمْ، كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ، وَمَنْ لاَ يُحِبُّ، وَلاَ يُعْطِي الدِّينَ إِلاَّ مَنْ يُحِبُّ ... » الحديث (?).

فإذا رزق اللَّه العبد العلم النافع والإيمان الصحيح والرزق الحلال والقناعة بما أعطاه اللَّه منه فقد تمت أموره واستقامت أحواله الدينية والبدنية، وهذا النوع من الرزق هو الذي مدحته النصوص النبوية (?). اهـ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015