ثمَّ كَانَ أول مَا ولي نِيَابَة الشوبك ثمَّ عمل استادار صُحْبَة للناصر نِيَابَة عَن بيبرس الجاشنكير لما صَار هُوَ وسلار مدبري الدولة ثمَّ تغير عَلَيْهِ بيبرس وصادره فَبَاعَ موجوده وَخرج إِلَى الشَّام بطالاً بعد أَن تعصب لَهُ سلار وغاضب بيبرس لأَجله فَمَا أَفَادَ وَذَلِكَ فِي الْمحرم سنة 706 فَلم يزل بِدِمَشْق إِلَى أَن تحرّك النَّاصِر من الكرك وَلم يكن لَهُ فِي سلطنة المظفر حل وَلَا عقد فنفعه ذَلِك وَقدم مَعَه مصر فولاه شدّ الدَّوَاوِين ثمَّ استنابه النَّاصِر بغزة بعد مَجِيئه من الكرك سنة 711 فعمر بهَا قصراً للنيابة وَهُوَ أول من مدنها لبنائه بهَا الْقصر وَالْجَامِع وَالْحمام والمدرسة للشَّافِعِيَّة وخان السَّبِيل والمرستان والميدان ثمَّ أرْسلهُ النَّاصِر إِلَى دمشق لروك الْبِلَاد وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 712 فَأَقَامَ إِلَى أَن تنجز ذَلِك وأعانه عَلَيْهِ معِين الدّين بن خشفيش نَاظر الْجَيْش إِذْ ذَاك وسَاق الْعين فِي الْقُدس ثمَّ أمْسكهُ النَّاصِر سنة 720 وأحيط بِمَالِه وسجن بالاسكندرية وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَنه لما راك الْبِلَاد الشامية اخْتَار لمماليكه خِيَار الاقطاعات فَلم يعجب تنكز ثمَّ لما أَمر النَّاصِر امراء الْبِلَاد كلهَا اخْتَار أَن يكون تنكز وَاسِطَة بَينهم وَبَين النَّاصِر غضب الجاولي من ذَلِك