فَأَنَّهُ خرج بطاقية على رَأسه وَعَلِيهِ فَرْوَة مَا تَسَاوِي خَمْسَة دَرَاهِم وَفِي رقبته حَبل فَغَاب إِلَى الْعشَاء وَجَاء فَسئلَ فَقَالَ أوقدوا لنا نَارا ليقدمونا فَإِذا بِصَوْت وصياح فَذَهَبُوا فَنَظَرت فَإِذا أَنا وحدي فَرَجَعت إِلَيْكُم وَحكى ابْن عبد الحميد عَن شمس الدّين الْحَارِثِيّ أَنه رأى وَهُوَ فِي طَرِيق الْحَج أَن الْقنْدِيل بمحراب جَامع الصالحية طفئ قَالَ فكلمتهم فِي إيقاده فَقَالُوا مَا بَقِي يعود فَكَانَ ذَلِك وَقت موت القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان قَرَأت بِخَط ابْن رَافع يُقَال أَنه سمع من الضياء ألف جُزْء وعنى بِالْحَدِيثِ وقراءته وكتابته فَقَرَأَ الْكتب الْكِبَار والاجزاء وروى الْكثير من سماعاته وشيوخه بِالسَّمَاعِ نَحْو الْمِائَة وبالاجازة نَحْو السبعمائة قلت حَدثنَا عَنهُ أَبُو الْحسن ابْن أبي الْمجد وَحده بِالْقَاهِرَةِ وَفَاطِمَة بنت المنجا وَحدهَا بِدِمَشْق وَهِي أخر من حدث عَنهُ بالاجازة وَحدث عَنهُ من مَاتَ قبلهَا بِمِائَة وَثَلَاثِينَ سنة وأزيد
1838 - سُلَيْمَان بن خَالِد بن مقدم بن مُحَمَّد بن حسن بن غَانِم الطَّائِي علم الدّين الْبِسَاطِيّ نِسْبَة إِلَى الْبسَاط بِالْبَاء الْمُوَحدَة فسين وطاء آخِره بَلْدَة بِمصْر اشْتهر بِمَعْرِِفَة الْمَذْهَب وشارك فِي الْفُنُون وَكَانَ كثير التقشف تَارِكًا للتكلف كثير الطَّعَام لمن يرد عَلَيْهِ وَكَانَ يُقرر الالفية تقريراً حسنا ويشغل النَّاس حِين نِيَابَة الْقَضَاء ويقرر أحسن تَقْرِير ثمَّ ولي الْقَضَاء بعد الْبَدْر بعناية الامير قراطاى سَابِع عشر ذِي الْقعدَة