فقرره فِي النِّيَابَة بِمصْر وَكَانَ خيرا سَاكِنا لَا يرى يسفك الدِّمَاء وَلم يزل فِي النِّيَابَة إِلَى أَن أمْسكهُ النَّاصِر بعد سنتَيْن واعتقله فَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ لِأَنَّهُ اتهمَ بموافقة بتخاص على خلع النَّاصِر وَإِقَامَة مُوسَى بن الصَّالح عَليّ بن الْمَنْصُور فَبَدَا النَّاصِر أَولا فَأمْسك بتخاص ومُوسَى وتتبع مماليك المظفر بيبرس فَقبض عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الأولى سنة 711 وسجن بالإسكندرية ثمَّ نقل إِلَى الكرك وَيُقَال أَنه قتل بهَا فِي سنة 716 وَكَانَ سَاكِنا خيرا كثير الصَّدَقَة لين الْجَانِب وَهُوَ الَّذِي أجْرى الْعين إِلَى بلد الْخَلِيل فَيُقَال أَنه انفق عَلَيْهَا أَرْبَعِينَ ألف دِينَار
1308 - بكتمر الساقي كَانَ من مماليك المظفر بيبرس فَلَمَّا اسْتَقر النَّاصِر فِي السلطنة بعد الكرك دخل فِي مماليكه وتنقل إِلَى أَن صَار خصيصاً بالناصر وَلما أمسك طغاي الْكَبِير وَكَانَ تنكز يعْتَمد عَلَيْهِ عِنْد النَّاصِر أرسل إِلَيْهِ النَّاصِر بكتمر يكون بَدَلا لَك من طغاي وَعظم قدر بكتمر جدا وَكَانَ النَّاصِر لَا يُفَارِقهُ لَيْلًا وَلَا نَهَارا إِمَّا أَن يكون فِي بَيت بكتمر أَو بكتمر عِنْده وزوجه جَارِيَته وَهِي أم وَلَده أَحْمد وَكَانَ لِأَحْمَد من النَّاصِر منزلَة عَظِيمَة كَمَا مضى فِي تَرْجَمته وَكَانَ النَّاصِر لَا يَأْكُل إِلَّا مِمَّا تطبخه هِيَ لَهُ وَكَانَ جَمِيع رُؤَسَاء المماليك يهادونه ويبالغون فِي التَّقَرُّب لخاطره بِكُل مُمكن وَكَانَ ظريف الشكل حُلْو الْكَلَام أشقر أسود اللِّحْيَة