كبار الدولة التركية وَلم يزل يسْعَى بِمَالِه وهداياه بَين النَّاصِر وَأبي سعيد حَتَّى عقد الصُّلْح وخطب للناصر على مِنْبَر تبريز ثمَّ أفرط فِي الإنعام على الْأُمَرَاء والحريم السلطاني والخاصكية فانعكس الْأَمر عَلَيْهِ وَعظم على النَّاصِر مَا يُعْطِيهِ لَهُم بِغَيْر مشورته فَقبض عَلَيْهِ فِي رَابِع عشر ربيع الآخر سنة 723 وأحيط بأمواله فَوجدَ لَهُ شَيْء كثير جدا ثمَّ أفرج عَنهُ بعد عشرَة أَيَّام وَأمر أَن يُقيم بالقرافة هُوَ وَولده وَلَا يَجْتَمِعَانِ بِأحد وَوجدت أوقافه وَقيمتهَا مَا يزِيد على سِتَّة آلَاف ألف دِرْهَم فَأشْهد عَلَيْهِ أَنه كَانَ اشْتَرَاهَا من مَال السُّلْطَان ثمَّ نفي هُوَ وَولده إِلَى الشوبك ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقُدس فسكن مدرسة بهَا ثمَّ حضر إِلَيْهِ فِي ربيع الأول سنة 724 قطلوبغا المعزي وأوقع الحوطة عَلَيْهِ وأحضره هُوَ وَولده إِلَى مصر فحبسا ببرج القلعة ثمَّ نفي إِلَى أسوان فَوجدَ مشنوقاً فِي شَوَّال مِنْهَا
1038 - الأكز الناصري كَانَ جمداراً ثمَّ أمره النَّاصِر وولاه شدّ الدَّوَاوِين فَعمل الشد أعظم من الْوَزير وَبَالغ فِي تنويع عَذَاب من يصادره حَتَّى كَانَ يحمي الطاسة ويلبسها لَهُ ويحمي الدست ويجلسه عَلَيْهِ وَيضْرب الوتد فِي الْأذن ويدق الْقصب فِي الظفر وَكَانَ النَّاصِر أَقَامَ مَعَه لُؤْلُؤ غُلَام قندس شاد الْجِهَات فاتفقا على أَذَى النَّاس إِلَى أَن لطف الله وأوقع بَينهمَا الشَّرّ فسعى لُؤْلُؤ فِيهِ فاتفق أَن وَقع الغلاء فَقَالَ للناصر أَن الأكز