الْأَسَانِيد والألفاظ وَهُوَ صَاحب معضلاتنا وموضح مشكلاتنا حفظ الْقُرْآن فِي صباه وتفقه للشَّافِعِيّ مُدَّة وعني باللغة فبرع فِيهَا وأتقن النَّحْو وَالصرْف وَله عمل فِي الْمَعْقُول وَمَعْرِفَة بِشَيْء من الْأُصُول وكتابته حلوة وَفِيه حَيَاء وحلم وسكينة وَاحْتِمَال وقناعة وَترك للتجمل وانجماع عَن النَّاس وصبر على من يُؤْذِيه وَقلة كَلَام إِلَّا أَن يسئل فَيُفِيد وَكَانَ معتدل الْقَامَة أَبيض أَبْطَأَ عَنهُ الشيب ومتع بحواسه وذهنه وَلم يكن لَهُ مركوب بل كَانَ يصعد إِلَى الصالحية مَاشِيا وَهُوَ فِي الْعشْر التسعين وَكَانَ طَوِيل الرّوح ريض الْخلق جدا لَا يرد بعنف وَلَا يتكثر بفضائله وَلَا يكَاد يغتاب أحدا وَكَانَ يستحم بِالْمَاءِ الْبَارِد فِي الشيخوخة قَالَ وَمَا عَلمته خرج لنَفسِهِ عوالي وَلَا موافقات وَلَا معجما وَكنت ألومه على ذَلِك فيسكت قَالَ وَلَو كَانَ لي رَأْي للازمته أَضْعَاف مَا جالسته فإنني أخذت عَنهُ هَذَا الشَّأْن بحسبي لَا بِحَسبِهِ وَكَانَ لَا يكَاد يعرف قدره إِلَّا من أَكثر مُجَالَسَته قَالَ وَلَو كَانَ مَعَ حسن خطه ذَا إتقان قل إِن يُوجد لَهُ غلطة أَو يُؤْخَذ عَلَيْهِ لحنة وَكَانَ خيرا ذَا ديانَة وتصون من الصغر وسلامة بَاطِن وَعدم دهاء وَكَانَت فِيهِ سذاجة قد توقعه ... على أَمر فيأكله ويستأكله حَتَّى لَا يزَال فِي إفلاس حَتَّى احْتَاجَ إِلَى بيع أَصله بتهذيب الْكَمَال بِخَطِّهِ وَكَانَ مَأْمُون الصُّحْبَة حسن المذاكرة خير الطوية محبا للآثار مُعظما لطريقة السّلف جيد المعتقد وَكَانَ اغْترَّ فِي شبيبته وَصَحب الْعَفِيف التلمساني فَلَمَّا تبين لَهُ ضَلَالَة هجره وتبرأ مِنْهُ وَكَانَ أوذي مرّة واختفى بِسَبَب إسماعه لتاريخ الْخَطِيب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015