ركن الدّين أكون فِي وَاد وَهُوَ فِي وَاد آخر قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَت فِيهِ بادرة وحدة لَعَلَّهَا أَخَّرته عَن نيل المناصب فَلم يل فِي بَلَده إِلَّا وَظِيفَة جامكية فِي الْأَطِبَّاء بالمرستان قَالَ ابْن رَافع حدث بِالْقَاهِرَةِ وَكتب عَنهُ القطب الْحلَبِي وَكَانَ صَحِيح الذِّهْن مَشْهُورا بِالْعلمِ يُفْتِي على مَذْهَب مَالك وَأعَاد بِبَعْض الْمدَارِس وَقَالَ قَالَ لي ابْن سيد النَّاس ابْن القوبع ثَبت ثَبت وأعادها سِتا أَو سبعا قَالَ الصَّفَدِي أَخْبرنِي الشَّيْخ تَاج الدّين المراكشي عَنهُ قَالَ أوقفني ابْن سيد النَّاس على السِّيرَة الَّتِي عَملهَا فَعلمت فِيهَا على أَكثر من مائَة مَوضِع أَوْهَام قَالَ الصَّفَدِي وَلَقَد رَأَيْته أَنا مَرَّات وَقَالَ أَخْبرنِي ابْن سيد النَّاس قَالَ جَاءَ إِلَيْهِ إِنْسَان يصحح عَلَيْهِ فِي أمالي القالي فَكَانَ يسابقه إِلَى أَلْفَاظ الْكتاب فبهت الرجل فَقَالَ لَهُ ابْن القوبع لي عشرُون سنة مَا كررت عَلَيْهِ قَالَ وَكَانَ كثير التِّلَاوَة حسن الود جميل الصُّحْبَة يتَصَدَّق سرا فيكثر وَكَانَ إِذا رأى أحدا يضْرب كَلْبا يخاصمه وَيَقُول هَذَا مَا هُوَ شريكك فِي الحيوانية وَكَانَت فِيهِ سآمة وملل وضجر ويلثغ بالراء فيجعلها همزَة وَكَانَ لَا يخل بالمطالعة فِي كتاب الشِّفَاء لِابْنِ سينا كل لَيْلَة قَالَ ابْن سيد النَّاس فَقلت لَهُ يَوْمًا إِلَى مَتى تنظر فِي هَذَا الْكتاب فَقَالَ أُرِيد أَن أهتدي وَمن نظمه
(تَأمل صحيفات الْوُجُود فَإِنَّهَا ... من الْجَانِب السَّامِي إِلَيْك رسائل)
(وَقد خطّ فِيهَا إِن تَأَمَّلت خطها ... أَلا كل شئ مَا خلا الله بَاطِل) وَله قصيدة يائية طَوِيلَة فِي مديح ابْن دَقِيق الْعِيد يَقُول فِيهَا
(صبا للْعلم صبا فِي صباه ... فأعلن نهية الصب الصَّبِي)