من الوجاهة وَطول الْعُمر ودوام الْعِزّ مَا لم يتَّفق لغيره وصنف كثيرا فِي عدَّة فنون قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ قوي الْمُشَاركَة فِي الحَدِيث عَارِفًا بالفقه وأصوله ذكيا فطنا مناظرا متفننا ورعا صيتًا تَامّ الشكل وافر الْعقل حسن الْهَدْي متين الدّيانَة ذَا تعبد وأوراد وَكَانَ فِي ولَايَته الثَّانِيَة قد كثرت أَمْوَاله فَترك الْأَخْذ على الْقَضَاء عفة ثمَّ ثقل سَمعه ثمَّ أضرّ فصرف نَفسه وَكَانَ صَاحب معارف يضْرب فِي كل فن بِسَهْم وَله وَقع فِي النُّفُوس وجلالة فِي الصُّدُور قَالَ وَكَانَ مليح الْهَيْئَة أَبيض مسمتا مستدير اللِّحْيَة نقي الشيبة جميل البزة دَقِيق الصَّوْت سَاكِنا وقورا وَحج مرَارًا وَكَانَ عَارِفًا بطرائق الصُّوفِيَّة وَقصد بالفتوى وَكَانَ مسعودا فِيهَا وَيُقَال إِن النَّوَوِيّ وقف على فتيا بِخَطِّهِ فاستجادها وهجاه النصير الحمامي بمقطوعة وناوله إِيَّاهَا فحلم عَنهُ وَأحسن إِلَيْهِ وَهِي
(قَاضِي الْقُضَاة الْمَقْدِسِي ... صحب الْأُمُور المطاعه)
(سَأَلته عَن أَبِيه ... فَقَالَ لي ابْن جمَاعه) وَقَالَ القطب من بَيت علم وزهادة وَكَانَت فِيهِ رئاسة وتودد ولين جَانب وَحسن أَخْلَاق ومحاضرة حَسَنَة وَقُوَّة نفس فِي الْحق قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ علاقَة وقته ولي الْقَضَاء والخطابة والتصادير الْكِبَار ورزق