فشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَالْفُرُوع والبديع لِابْنِ الساعاتي ونظم الْحَاوِي الصَّغِير وَشرح الْمِفْتَاح اثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَشرع فِي شرح التسهيل لِابْنِ مَالك وَغير ذَلِك وَذكر أَن جده الْأَعْلَى زين الدّين عَليّ وَالِد مَنْصُور كَانَ زاهدا مُنْقَطِعًا بمَكَان من جبانة الْموصل وَلم يكن عِنْده مَاء يشرب مِنْهُ قريب فَكَانَ يقاسي لذَلِك شدَّة فَرَأى رُؤْيا فحفر حفيرة فَظهر لَهُ المَاء وَجَرت عين فنسب إِلَيْهَا فَقيل لَهُ شيخ العوينة بِالتَّصْغِيرِ وَكَانَ لَهُ نظم حسن فَمِنْهُ قصيدة نبوية أَولهَا
(دَعَاهَا تواصل سَيرهَا بسراها ... وَلَا تردعاها فالغرام دَعَاهَا)
قَالَ ابْن رَافع فِي ذيل تَارِيخ بَغْدَاد كَانَ حسن الْعبارَة لطيف المحاضرة مليح البزة جميل الْهَيْئَة كثير التودد متواضعا خيرا دينا قَالَ الصَّفَدِي كتبت إِلَيْهِ
(أَلا إِنَّمَا الْقُرْآن أكبر معجز ... لأَفْضَل من يهدى بِهِ الثَّقَلَان)
(وَمن جملَة الإعجاز كَون اختصاره ... بايجاز أَلْفَاظ وَبسط معَان)
(ولكنني فِي الْكَهْف أَبْصرت آيَة ... بهَا الْفِكر فِي طول الزَّمَان عناني)
(وَمَا ذَاك إِلَّا استطعما أَهلهَا فقد ... يرى أستطعماهم مثله بِبَيَان)