حدثنا: أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم" ومعاذ، رضي الله عنه رديفه على الرحل" قال: "يا معاذ. قال: لبيك يا رسول الله، وسعديك، قال: يا معاذ. قال لبيك يا رسول الله وسعديك، ثلاثا، قال: ما من أحد يشهد ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، صدقا من قلبه، إلا حرم الله تعالى عليه النار. قال: يا رسول الله، أفلا أخبر الناس فيستبشروا؟ قال: إذا يتكلوا " فأخبر بها معاذ عند موته تأثما.
قال شيح الإسلام، وغيره، في هذا الحديث ونحوه: أنه فيمن قالها، ومات عليها كما جاءت مقيدة، لقوله: " خالصا من قلبه " غير شاك فيها، بصدق ويقين، فإن حقيقة التوحيد انجذاب الروح إلى الله تعالى جملة، فمن شهد أن لا إله إلا الله، خالصا من قلبه، دخل الجنة، لأن الإخلاص، هو انجذاب القلب إلى الله تعالى، بأن يتوب من الذنوب توبة نصوحا، فإذا مات على تلك الحالة نال ذلك.
فإنه قد تواترت الأحاديث بأنه يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، وما يزن خردلة، وما يزن ذرة؛ وتواترت بأن كثيرا ممن يقول لا إله إلا الله، يدخل النار، ثم يخرج منها؛ وتواترت بأن الله حرم على النار أن تأكل أثر السجود من ابن آدم، فهؤلاء كانوا يصلون، ويسجدون لله؛ وتواترت بأنه يحرم على النار من قال لا إله إلا الله، وشهد ألا إله إلا الله، وأن محمداً