تنوب شجا في حلق كل مماحل
ووالد أيتام وغيث أرامل
وبهجته للارتياح لنائل
بأجمعها سبحان مولي الفضائل
فوالله نزر من أقل القلائل
يسار بها في الضاعنين ونازل
على وجناتي واستمري وواصلي
ويبكيه غيري من شريف وخامل
ويشجو على تقريره في المحافل
أراد به الأعلام من كل فاضل
لمرجوحها من راجحات المسائل
من العلماء العالمين الأماثل
وأعينهم كالمستهل بوابل
لدين الهدى من ذي استماع وسائل
وآخر بالأقلام راو وناقل
ولا سيما الأصل المنافي لباطل
وغيرهما من أمهات الدلائل
وقد كان ردما دون كل كريهة
وقد كان قصدا للعفاة1 ومحتدا
إذا منصف يوما تأمل حاله
تيقن أن الشيخ قد أحرز العلا
وما قلته من زاكيات خصاله
وشهرته تكفي وأخباره التي
فيا عين سحي أدمعا بعد أدمع
سأبكيه جهدي ما حييت بحرقة
ويبكيه أصل الدين قطب رحى الهدى
ونشر له من بعد لف يبين ما
وتبكي فروع طال ما كان موضحا
ويبكيه حقا كل صاحب سنة
ويبكيه طلاب العلوم بلوعة
على مجلس ينتابه كل مبتغ
ومن حافظ تقريره بفؤاده
ومن قارئ ما يشفي من مصنف
وكتب حديث للبخاري ومسلم
* * *
وقد أدنيت منها القطوف لنائل
فكان لعمري جنة قد تزخرفت