الزاخر، معجز الأوائل والأواخر، لم يسبقه إليه سابق، ولا أظن يلحقه في مثله لاحق، ثم قال بعد ثنائه على ما كان له، من الشعر في نصرة الهدى:

ومن لم يزل في حلة المجد قد رفل ... وذو الأدب السامي على كل من نقل

كما أنه في العلم أضحى هو الأجل ... فما فن إلا حظه فيه قد كمل

ووثبته كالليث إن هم ما نكل ... لمستبهر يدري وعن ربه عقل

أتى عن رسول الله بالقول والعمل ... له في ذرى الإنصاف حظ ومدخل

كمثل الذي أملاه نحرير عصرنا ... سليمان من يعزى لسحمان ذو الحجى

لقد كان في بحر البلاغة واحدا ... حوى العلم مع نثر الكلام ونظمه

يحل عويص المشكلات بفكره ... فما نثره إلا كشمس منيرة

دلائل من آي الكتاب أو الذي ... وقول ذوي التحقيق من كل جهبذ

* * *

ولكنه الأبهى لدى كل من عقل ... من الشيح والحوذان والكرش والنفل

وغنى به طفل وشيخ ومكتهل ... بشبهته أدلى وبالباطل احتفل

من السنة الغرا ومحكم ما نزل ... وارتقى للمكرمات ولم يزل

أتى شطحا في الدين بالقول والعمل ... وما نظمه إلا كعقد منضد

وما هو إلا روضة طاب نبتها ... إذا قال قولا سار في الناس منشدا

قصاراه نصر الدين أو قمع مارق ... فيكشف ما أوهى بأقوى دلالة

فديوانه هذا يدل بأنه سما ... ينافح عن دين الهدى كل مبطل

[تلاميذه]

أخذ عنه العلم أبناؤه: صالح، وعبد العزيز،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015