فيجب اختيار الأكفاء من المدرسين، الذين ظاهرهم العدالة والصلاح، والابتعاد عن كل رذيلة، المتمسكين بالأخلاق الحسنة والصفات الجميلة:
يشقى رجال ويشقى آخرون بهم ويسعد الله أقواما بأقوام
هذا وقد أشيع بأن وزارة المعارف قد أزمعت على استجلاب أفلام سينمائية، لبثها في عدد من المدارس؛ وأنا لا أصدق ولا أكذب في هذا أن يوجد، لكني أحذر وأنذر عن نشرها وفشوها في المدارس. بل يجب إبعادها وطردها، مقرونة بالذل والصغار، لمن يريد إدخالها في هذه البلاد، ليضلل بها النشء إضلالا فوق إضلاله، لما احتوت عليه من الضرر الكبير والفساد العريض، حتى ولو قيل فيها ما قيل من التأويلات البعيدة؛ إذ الوسائل لها حكم الغايات، والداء إذا تمكن صعب علاجه، والدفع أسهل من الرفع، والعاقل النابه الحكيم، متى عرض مضارها على عقله السليم، لم يغتر بمن حاد عن الصراط المستقيم.
والواقع أن هذه وأمثالها من العلوم الحديثة، إما أن تكون مفضولة، أو مباحة على الأقل، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن العلوم المفضولة إذا زاحمت العلوم الفاضلة صارت مكروهة؛ وإن أضعفتها