فإذا كان هذا يوجد من شخص واحد، ومع ذلك أقام سنوات يبث هذه الأشياء ولا يلغى انتدابه؛ بل ولا يشعر به، فكيف تكون الحالة إذاً، وأضرابه يعدون بالآلاف؟ أليس هذا مؤذنا بهلاك عاجل، أي هلاك؟!

إذا ما السور هدمه أناس وسيبهم ذووه فقد أعانوا

والله لذهاب الأرواح وفناء الأشباح، أيسر وأخف من هذه الأمور، التي تزيل العقيدة، وتذهب الأخلاق الحميدة، هذا ما حصل من ناحية واحدة من نواحي التعليم، وإن كانت هي أعظم مصيبة.

ولكن أضف إلى ذلك ما حصل في مناهج التعليم من التغيير والتبديل، وإضعاف العلوم الدينية والعربية؛ حتى أصبحت الآن هذه المواد قسمتها قسمة ضيزى بالنسبة لسائر الفنون المحدثة.

ولا شك أن فقد هذه العلوم مصيبة كبرى ورزية عظمى; إن التعليم بدونها يعتبر خطراً عظيماً على هذا النشء، وهذه النابتة; وإنه لمما يخجل أن يسمع الطالب الذي يحمل الشهادة الابتدائية، يحاول أن يقرا شيئا من القرآن، فلا يستطيع من الخجل، لعدم معرفته له.

ومع ذلك تعتبر هذه السنة آخر مراحل التعليم بالنسبة للقرآن، فلا يدرس في المراحل المتوسطة، ولا في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015