الشرعية، والاتباع للسياسة الإسلامية، وتوقير العلماء، وإظهار المنزلة العالية لهم بين الناس، وإزالة المنكرات، وقمع المفسدين، لأنكم متى عملتم بهذا صار العلماء ورجال الدين ألسنة لكم، ودعاة على رؤوس المنابر في تأييدكم.

وعامة الناس يحترمون العلماء، وينظرون ماذا يقولون في كل وقت، خصوصا في هذه البلاد، سوى أنه يوجد ثلة من المنحرفين، سفهاء الأحلام، طياشة العقول، يجنحون للحريات، ويميلون للفوضى، ويشعلون نار الفتنة، ويسممون أفكار النشء الصغير بنواديهم الخليعة، وتمثيلياتهم الماجنة؛ فهؤلاء هم الآن أقلية مستضعفون، إلا أنهم إن تركوا استفحل شرهم، وعظم خطرهم على الدين والسياسة.

فالواجب قمعهم، وإيقافهم على حدهم، والأخذ على أيديهم، في تطبيق الحدود الشرعية عليهم، وإلزامهم أوامرها، فإنهم متى كان لهم من الأمر شيء، لم يرعووا إلى سنة أو كتاب، ولم يروا حقا لوال من ولاة الأمور، ولم يحترموا عالما بعلمه، ولم يكرموا شيخا لكبره، ولم يرحموا صغيرا لصغره.

وإنه لمن واجب العلماء نحو أئمتهم، مناصحتهم، وإبداء ما يرونه مخلا بالدين، وبيان ما يجب على الملوك فعله، وما يجب عليهم اجتنابه، وأنه في هذه الأيام قد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015