وتقاطعوا الأرحام، لعنهم الله عز وجل عند ذلك، فأصمهم الله وأعمى أبصارهم ومما ينبغي أن يعلم أن الذنوب تضر الأبدان، وضررها في القلب، كضرر السموم في الأبدان، على اختلاف درجاتها في الضرر، وهل في الدنيا والآخرة شرا وداءً، إلا وسببه الذنوب والمعاصي.

وفي مراسيل الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال هذه الأمة تحت يده وفي كنفه، ما لم يمال قراؤها أمراءها، وما لم يزك صلحاؤها فجارها، وما لم يهن أخيارها أشرارها، فإذا فعلوا ذلك، رفع الله عنهم يده، ثم سلط عليهم جبابرتهم، فساموهم سوء العذاب، ثم ضربهم الله بالفقر والفاقة.

وقال الحسن: إن الفتنة ما هي إلا عقوبة من الله عز وجل وذكر ابن أبي الدنيا، من حديث عمار بن ياسر، وحذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل إذا أراد بالعباد نقمة، أمات الأطفال، وأعقم النساء، فتنْزل النقمة وليس فيهم مرحوم.

وذكر مالك بن دينار، قال: قرأت في الحكم: يقول الله عز وجل: أنا الله مالك الملوك، قلوب الملوك بيدي، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة؛ فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك، ولكن أقبلوا عليّ أعطفهم عليكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015