جلاها الصديق رضي الله عنه ووافقه عمر.
وقال صاحب المنازل: شهادة أن لا إله إلا الله، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، هذا هو التوحيد، الذي نفى الشرك الأعظم، وعليه نصبت القبلة، وبه حقنت الدماء والأموال; وانفصلت دار الإيمان من دار الكفر، وصحت به الملة للعامة، وإن لم يقوموا بحسن الاستدلال، بعد أن يسلموا من الشبهة، والحيرة، والريبة، بصدق شهادة، صححها قبول القلب، وهذا توحيد العامة، الذي يصح بالشواهد، وهي الرسالة والصنائع، ويجب بالسمع، ويوجد بتبصير الحق، وينمو على مشاهدة الشواهد، والحمد لله رب العالمين.
وقال أيضا: الشيخ محمد بن عبد الوهاب، قدس الله روحه.
لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة: بعثه الله {بشيرا ونذيرا} ، {وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا} . ونذكر قبل ذلك شيئا من أمور الجاهلية، وما كانت عليه قبل بعثته، قال قتادة: ذكر لنا أنه كان بين آدم ونوح عشرة قرون، كلهم على الهدى وشريعة من الحق; ثم اختلفوا بعد ذلك; فبعث الله لهم نوحا، وكان أول رسول أرسل لأهل الأرض; قال ابن عباس، في قوله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [سورة البقرة آية: 213] ، قال (على الإسلام) .