وأن هذا من نوع التمثيل، كما ذكر في الشرك وكبره عند الله، في قوله تعالى في الأنبياء {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة الأنعام آية: 88] ، لكون التوحيد يكفر الخطايا، كما أن الشرك يحبط الحسنات.
وقال أيضا، رحمه الله تعالى:
الواجب على كل عبد أن يعرف هذه المسائل:
المسألة الأولى: الرب الذي خلقنا ورزقنا لم يتركنا هملا لم يأمرنا، ولم ينهنا ; بل أرسل إلينا رسولا، من أطاعه فهو في الجنة، ومن عصاه فهو في النار، والدليل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً} [سورة المزمل آية: 15"16] .
المسألة الثانية: أن أعظم ما جاء به هذا الرسول من عند الله أن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد غيره، والدليل على ذلك، قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [سورة الجن آية: 18] .
المسألة الثالثة: أن من صدق الرسول، ووحد الله، ما يجوز له يواد من حاد الله ورسوله حتى يتوب من المحادة لله ورسوله، والدليل على ذلك، قوله تعالى. {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ