جميع الخلق، لأن الإله في كلام العرب، هو الذي يقصد للعبادة، وكانوا يقولون: إن الله هو إله الآلهة، لكن يجعلون معه آلهة أخرى، مثل الصالحين، والملائكة، وغيرهم; يقولون: إن الله يرضى هذا، ويشفعون لنا عنده.
فإذا عرفت هذا معرفة جيدة، تبين لك غربة الدين; وقد استدل عليهم سبحانه بإقرارهم بتوحيد الربوبية، على بطلان مذهبهم، لأنه إذا كان هو المدبر وحده، وجميع من سواه لا يملكون مثقال ذرة، فكيف يدعونه ويدعون معه غيره، مع إقرارهم بهذا.
وأما توحيد الصفات: فلا يستقيم توحيد الربوبية ولا توحيد الألوهية، إلا بالإقرار بالصفات، لكن الكفار أعقل ممن أنكر الصفات، والله أعلم.
وقال أيضا رحمه الله تعالى:
أصل الحنيفية: عبادة الله وحده لا شريك له، وتجنب الشرك، كما قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} [سورة النساء آية: 36] ، ومغلظ الكفر: الكبر، والشرك; فإن كان الإنسان ما عبد الله، فهو مستكبر، مثل ما يقع من غالب البدو، من التهزى بالوضوء والصلاة; فإن كان عبد الله، وعبد معه غيره، فهو مشرك، مثل ما يقع من كثير من العباد، مثل النصارى وجنسهم، ولكن فيهم رقة.
فإذا عرفت هذا، وعرفت ما جرى من النبي صلى الله عليه وسلم من سد