وفي الصحيحين عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن، مثل الأترجة، طعمها طيب، وريحها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن، مثل التمرة، طعمها طيب، ولا ريح لها ; ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن، مثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر; ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن، مثل الحنظلة، طعمها مر ولا ريح لها "1 فبين أن في الذين يقرؤون القرآن، مؤمنين، ومنافقين.
وإذا كانت سعادة الأولين والآخرين هي باتباع المرسلين فمن المعلوم أن أحق الناس بذلك أعلمهم بآثار المرسلين، وأتبعهم لذلك؛ فالعالمون بأقوالهم وأفعالهم، المتبعون لها، هم أهل السعادة في كل زمان ومكان، وهم: الطائفة الناجية من أهل كل ملة; وهم: أهل السنة والحديث من هذه الأمة.
والرسل عليهم البلاغ المبين ; وقد بلغوا البلاغ المبين ; وخاتم الرسل: محمد صلى الله عليه وسلم أنزل الله عليه كتابه، مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه; فهو المهيمن على جميع الكتب; وقد بين أبين بلاغ وأتمه وأكمله، وكان أنصح الخلق لعباد الله، وكان بالمؤمنين رؤوفا رحيما، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجاهد في الله حق جهاده، وعبد الله حتى أتاه اليقين؛ فأسعد الخلق، وأعظمهم نعيما، وأعلاهم درجة أعظمهم اتباعا له وموافقة علما