الدين; بل قلبوا الحقيقة، واتخذوا الشرك المنفي بها دينا وقربة؛ والمثبت بها عندهم، هو المنكر الذي أنكروه على من دعا إليه، وقال: إن دعواه أن أرباب القبور لا يدعون، ولا يستغاث بهم، منكر; فأنكروا ما أثبتته كلمة الإخلاص، وأثبتوا ما نفته من الشرك وعبادة الأوثان; فانظر إلى هذا الجهل العظيم، والضلال المبين؛ هذا الذي أوقعهم فيما أوقعهم فيه، وشابهوا أهل الكتاب والفلاسفة في شبهاتهم وترهاتهم، وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل.

وأدلة هذه الدعوة، التي قام بها شيخنا رحمه الله تعالى، من الكتاب والسنة، واعتبار الواقع، أبين من الشمس في نحر الظهيرة، ليس دونها قتر ولا غمام; وذلك أنه قام بهذا الدين وحده، لم يساعده غيره على معرفته، فدعا إليه، فما زال يزيد واحدا بعد واحد، حتى أتاح الله له أنصارا، فأنكر الجم الغفير، والخلق الكثير من أهل نجد، والقرى والأمصار، وبذلوا الجد والجهد في إطفاء هذا النور من كل ناحية، وكل قبيلة، فما ظفروا بما أرادوا؛ وأبى الله إلا أن يتم نوره.

فانقلب المعادي لهم مسالما، وأقروا له بصحة ما قام به من الدين، وشهد له بصحته [أهل] نجد والحجاز وعمان، وتابعوه ودانوا بهذا الدين وقبلوه، وأيده العلماء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015