القبور والغائبين، ومخاطبتهم بالحوائج، والذبح لهم، والنذر لهم، واعتقاد أنهم ينفعون ويدفعون، وكاتخاذ الأشجار والأحجار، والأصنام، لجلب الخير، ودفع الضر بها، وغير ذلك؛ وهو كثيرا جدا، وهو أن يرغب إلى شيء، أو يدعوه أو يخافه، أو يرجوه، أو يعكف عند القبر تعظيما له، ونحو ذلك.

وأمور الشرك أكبره وأصغره لا تدرك بالعد، لكن الشرك الأكبر يخرج من الملة، ويحبط الأعمال; لأنه أعظم ذنب عصي الله به؛ وهو أظلم الظلم لأن الشرك أخذ حق الله، ووضعه فيمن لا يستحقه.

وأما الشرك الأصغر فهو أكبر من الكبائر، " لقول النبي صلى الله عليه وسلم لمن رأى في يده حلقة من صفر، فقال: ما هذه؟ قال: من الواهنة; قال: انزعها. فإنها لا تزيدك إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا "

ولا يكفر الشرك أصغره وأكبره، إلا بالتوبة منه قبل الممات؛ والأصغر لا يكفره في الدار الآخرة، إلا كثرة الحسنات; لأن الأصغر لا يحبط إلا العمل الذي وقع فيه خاصة.

وأما قولكم في الذهاب إلى المقابر، التي بني عليها القباب، وأوقد فيها المصباح،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015